أم علي، الأم البدوية

تم النشر بواسطة: Administrator 2017-08-17 03:08:00

تصوير وإعداد: نور كراكرة

أم علي هي من عائلة فلسطينية أصلها من مدينة  بيت لحم، كانت هذه العائلة تتنقل بين المناطق بحثا عن العشب والماء، في البداية كانت العائلة تتنقل ما بين الأردن وفلسطين،  واستمرت على هذه الحالة حتى منع الاحتلال الإسرائيلي اختراق الحدود بين الأردن وفلسطين، فاستقرت ام علي وعائلتها في منطقة ”سردا“ شمال رام الله، بعد ان هدمت قوات الاحتلال خيمتهم التي كانت على طريق المعرجات قرب أريحا. تتكون عائلة أم علي من إحدى وعشرين شخصا، ستة منهم أطفال لم يكملوا السابعة من عمرهم. 

 كانت عائلة أم علي أول من سكن منطقة سردا حيث لم يكن هناك أي بناء أو شارع، ثم بعد عشرات السنوات أصبح هناك العديد من المباني الضخمة التي تنزعج من وجود هذه العائلة في البلدة وتسعى إلى طردهم.

تستيقظ أم علي في الصباح الباكر تحضر الفطور وتجمع الماء، وتضع العلف للأغنام بعد ذهاب زوجها وأبنائها إلى العمل كعمال في مدينة رام الله، في حين ان ثلاثة من زوجات أبنائها يكملن تعليمهم 
الجامعي.

 يوجد عند أم علي اثنا عشر حفيد يدرسون في مدرسة أبو قش أكبرهم يبلغ ثلاثة عشر من عمره يمارسون حياتهم بشكل طبيعي يساعدون عائلتهم في الإعمال المنزلية. 

هناك تعاون كبير بين أفراد الأسرة وتوزيع للأدوار في القيام بأعباء المنزل للتخفيف من قسوة الظروف المعيشية. تسنيم بنت في السادسة من عمرها تساعد جدتها أم علي في نشر الملابس أثناء عطلتها المدرسية.

على الرغم من كل ما تقوم به أم علي من أعباء منزلية، الا انها تقوم كذلك بأمور أخرى كالاعتناء بالمواشي وإخراجهم ونقل الأعلاف وتخصيص ساعات محددة من أجل اطعامهم.

أم علي تحاول نقل طاولة الاعلاف (مدود) من مكانها ووضعها في مكان تجمع الاغنام (سقيفة ).

 في نهاية يومها الشاق تقوم أم علي بتحضير الطعام لعائلتها، وبذلك تكون قد انهت جميع واجباتها في ذلك اليوم. في يوم الجمعة من كل اسبوع هناك عمل إضافي آخر، حيث تقوم ام علي بتصنيع بعض منتجات الالبان وتقوم بتوزيعها على المنازل المجاورة.

عند سؤال أم علي عن عدم وجود جدار من الباطون أو الحجر او حتى الفراش داخل الخيمة، اجابت بانهم كانوا قد وضعوا الباطون على الارض في السابق لكن في فصل الشتاء الأخير جاءت امطار قوية هدمت ذلك ولم تبقي سوى التراب وفراش واحد.

تحرص أم علي دائما على تخصيص وقت لأحفادها، حيث يلتفون حولها وتروي لهم الحكايات لأخذ العبر وزرع الاخلاق والدين في نفوسهم، وتخبرهم عن فلسطين والمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقهم، والمناطق التي قاموا بالانتقال اليها وكيف ثبتوا في ارضهم وعملوا علي ان يعتمدوا على نفسه في مواجهة اعباء الحياء.

قبل غروب الشمس بقليل تغلق ام علي باب الخيمة، وتشعل الفرن الذي تستخدمه في الطهو والتدفئة، لتجتمع العائلة في نهاية اليوم في مكان واحد يلفه الدفء وحنان الام.

 

أم علي هي مثال حي للأم المكافحة المربية التي تتحمل المشاق والصعاب بصدر رحب في سبيل راح عائلتها والعناية بهم. لقد كانت ترفض ام علي ان يقوم احد بتصويرها، ولكنها مع نهاية اللقاء قالت: ”ما عنديش مشكلة تشوف الناس كيف بعيش بس مشكلتي مع الي بيجو يصورونا ويوخدو مساعدات على ظهورنا واحنا ما بنشوف اشي من المساعدات“.

اقرأ أيضا