عمر العبد، الشاب الهادئ الذي تدفع كوبر ثمن عمليته بفخر

تم النشر بواسطة: Administrator 2017-08-12 11:08:00

بيرزيت أون لاين – عدن فحل: لم يعد أهالي قرية كوبر الواقعة شمال غرب رام الله إلى حياتهم المعتادة منذ أن فرضت قوات الاحتلال إجراءات "عقابية" جماعية بعد تنفيذ ابن القرية عمر العبد عملية في مستوطنة حلميش في الحادي والعشرين من تموز الماضي قتل فيها ثلاثة مستوطنين وأصاب آخر بجروح.

بعد اعتقال والديّ الشهيد وشقيقه وعمه قبل أيام، هدمت قوات الاحتلال منزله يوم الأربعاء الماضي. ولا يزال أهل القرية يتناقلون أخبار العبد بكل فخر، ولا يُبدون أي تذمر إزاء ما تُمارسه قوات الاحتلال بحقهم من تنكيل وتضييق.

عمر العبد يفاجئ عائلته  

لم تعلم عائلته بنيته تنفيذ عملية إلا بعد أن كتب وصيته الشهيرة على الفيس بوك والتي تناقلتها وسائل الإعلام، أظهر فيها ألمه على الأقصى وما يحدث فيه.

عبد الجليل العبد، والد عمر، يقول: في حديث لبيرزيت أون لاين قبل اعتقاله، إنه لم يتوقع ما قام به ابنه: "إنني لا أؤيد تنفيذه عملية الطعن والسبب وراء ما فعله هو اعتداءات الاحتلال على الأقصى وإغلاق أبوابه، وقد كان متابعا متأثرا جدا لهذه الأحداث".

وأضاف العبد أن عمر شاب اجتماعي مرح ملتزم بآداء صلواته في المسجد ويصوم النوافل، محبوب لدى الناس بحسن أخلاقه ومعاملته لهم، وأن ما يميزه عن باقي إخوته هدوءه واحترامه وطاعته له ولوالدته.

هبة العبد، شقيقة عمر، لم تتوقع منه أن يفعل ذلك وقالت: "لم يظهر على عمر أنه سيقوم بهذه العملية، لكنه منذ الفترة الأخيرة تغير كثيرا، ازادت حِنَيّتُه (حنانه)، كان يقبل يدي أبي وأمي عندما يخرج من المنزل وعندما يعود إليه، يعطف علينا ويزورنا وكثير السؤال عنا وعن أولادنا".

دهش علي العبد عم عمر من العملية التي نفذها وقال: "إنه إنسان لطيف جدا، هادئ، ومتدين، يتكلم معي فقط إن تكلمت معه... الإعتداء على المصلين وتهريب الجثث خوفا من احتجازها لدى الإسرائيليين، لا يمكن لأي شاب وطني أن يرى هذه الأحداث ولا تحرك مشاعره نحو الهبة للأقصى وشهدائه".

غرامة على تصريحات والدة عمر

ابتسام العبد، والدة عمر، منعها الاحتلال من إجراء أي مقابلة صحفية معها قبل أن يعيد اعتقالها مؤخرا، وفرضت عليها دفع غرامة مالية قيمتها 10000 دولار إذا أدلت بأي تصريح صحفي. وتتهم قوات الاحتلال ابتسام العبد بالتحريض على العملية التي نفذها عمر.

يذكر أن عمر طالب سنة ثانية إدارة أعمال في جامعة القدس المفتوحة، يعمل نهارا في كسارة لقلع الحجارة وينشغل مساءً بدراسته، ولم يُظهر أي انتماء لأي حزب سياسي وبات  جليا في وصيته، ولكن بعد تحقيق جيش الاحتلال معه، قالت مصادره:"إنه ينتمي لحماس فكريا ولا ينتمي لها تنظيميا".